إلهام علي: الفن رسالة إنسانية

بين عوالم الدراما وتحوّلات الشخصية، تواصل النجمة إلهام علي حياكة فصول جديدة من مسيرتها الفنية، وهي اليوم تقف على أعتاب مشروعين دراميين مختلفين، يجمعان بين التجربة الإنسانية والتحدي الفني في آنٍ واحد، وليست الأدوار بالنسبة لها مجرد حكايات تروى أمام الكاميرا، بل مساحة إنسانية تعبر من خلالها عن وجع المجتمع وصراعاته الداخلية ومعالجاته، وعن المرأة التي تحاول أن توازن بين الحلم والواجب، والضعف والقوة.

تؤكد إلهام علي أنها تعيش حاليًا حالةً فنية مفعمة بالتحدي من خلال مشاركتها في عملين مختلفين شكلاً ومضمونًا؛ أولهما مسلسل «وحوش»، الذي تخوض فيه تجربة درامية متجددة تحمل عنوان «عرس الجن»، والثاني «شارع الأعشى 2» الذي تعود فيه إلى شخصية وضحى، المرأة التي أحبّها الجمهور ووجد فيها ملامح من نفسه.

تقول إلهام بثقةٍ وهدوء «أنا قادمة بعملٍ أتحدى به نفسي قبل الآخرين، لأنني أعيش فيه تجربة مختلفة ومليئة بالتفاصيل الإنسانية»، وتشير إلى أن عمل «وحوش» يحمل طابعًا تراجيديًا متجدّدًا، ويقوده المخرج اللبناني سعيد الماروق الذي تصفه بصاحب الرؤية البصرية المثالية والمميزة، وقد تم تصوير العمل في تركيا ضمن أجواء خاصة تجمع بين الإنسانية والتكثيف الدرامي، حيث تتصدر إلهام بطولة إحدى حكاياته تحت عنوان «عرس الجن» في تجربة تراهن فيها على التمثيل الصادق والبعد النفسي العميق للشخصية.

أما في «شارع الأعشى 2»، فتعود إلهام لتجسيد شخصية «وضحى» التي عرفها الجمهور في الجزء الأول، وهي الشخصية التي مثّلت نموذج المرأة القوية التي تواجه تحولات المجتمع وتحديات الحياة في بيئةٍ تمزج بين التراث والحداثة، تقول إلهام: في هذا الجانب أنا لست من مدرسة الأجزاء، لكن حين قرأت نص الجزء الثاني، وجدت أنه مختلف وثري بالدراما السعودية، فشعرت أن وضحى ما زال لديها ما تقوله.

وتضيف إلهام معرض حديثها، أن ترددها في البداية كان نابعًا من حرصها على أن يكون الجزء الثاني امتدادًا نوعيًا وليس تكرارًا لنجاح سابق، مؤكدة أن النص الجديد يقدّم شخصيات أكثر عمقًا ويواكب تطورات المجتمع بأسلوب واقعي ومؤثر.

العمل الذي كتبته الدكتورة بدرية البشر في جزئه الأول عن روايتها الشهيرة «غراميات شارع الأعشى» يُعد من أبرز الإنتاجات السعودية التي حققت صدىً واسعًا في الوطن العربي خلال عرضه الأول، ويواصل طاقمه اليوم تصوير الجزء الجديد بروح مختلفة وفكر درامي مبتكر.

وبين «عرس الجن»، الذي تمثل فيه إلهام الرهان الفني، و»شارع الأعشى»، الذي تستكمل من خلاله الرحلة، تظهر ملامح نجمة سعودية تعرف طريقها جيدًا؛ تنتقل بين الأدوار بوعي وصدق، لتثبت أن الفن بالنسبة لها ليس مهنة فحسب، بل حكاية إنسانية تُروى بكل شغف وإصرار تبحث فيه عن موطن النجاح والمزيد من التألق.