«البحر الأحمر السينمائي» يُعيد أم كلثوم في نسخ مرمّمة من أفلامها
6 من روائع السينما العربية والعالمية ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»

في خطوة تستعيد مجد السينما الكلاسيكية، كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تفاصيل برنامج «كنوز البحر الأحمر» في دورته الخامسة، التي ستقام بين 4 و13 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في البلد (جدة التاريخية)، بمشاركة نخبة من الأعمال التي شكّلت ذاكرة السينما العالمية والعربية، وذلك بعد إعادة ترميمها بتقنيات حديثة لتُعرض من جديد على الشاشة الكبيرة.
البرنامج يحتفي هذا العام بروائع سينمائية خالدة أُعيد ترميمها لتُعرض لجيل جديد من عشّاق الفن السابع، مكرماً إرث السينما المصرية بعرض فيلمين نادرين للمخرج أحمد بدرخان من بطولة أيقونة الفن العربي أم كلثوم، هما «نشيد الأمل» (1937) و«عايدة» (1942)، وقد جرى ترميم الفيلمين بدقة 4K من خلال تعاون بين مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، ليُعرضا لأول مرة بنسختيهما المرمّمتين خلال المهرجان.

إرث «كوكب الشرق»
يُعد الفيلمان من العلامات البارزة في بدايات «كوكب الشرق» السينمائية، حيث يجسدان تحوّلها من مطربة الجماهير إلى ممثلة تحمل على الشاشة صوتها وصورتها ورؤيتها. إذ يُقدّم «عايدة» لوحةً سينمائية نابضة بالعاطفة والموسيقى، تؤدي أم كلثوم فيه دور ابنة المزارع الموهوبة التي يتخطّى صوتها حواجز الطبقة والمكانة، ليصبح رمزاً للحبّ والإلهام والانتصار على القيود، في حكاية تجسّد ملامح بداياتها كنجمة للسينما العربية. أمّا «نشيد الأمل»، فيرسم صورة مؤثرة لامرأة تتمزّق بين شغفها بالفنّ وضغوط المجتمع، في سردٍ يعكس نضال أم كلثوم الواقعي من أجل تمكين صوتها وفرض حضورها، ويُجسّد الفنّ وسيلة مؤثرة للتعبير عن الذات.

روائع عالمية مُرممة
إلى جانب الحضور العربي، يحتضن برنامج «كنوز البحر الأحمر» نخبة من الأفلام العالمية التي تركت أثراً خالداً في تاريخ السينما. من أبرزها الفيلم الهندي «أمراو جان» للمخرج مظفر علي، المرمّم بدقة 4K هذا العام من قبل «الأرشيف الوطني للأفلام في الهند»، ويُعرض لأول مرة خارج موطنه، والفيلم من بطولة النجمة ريخا ومقتبس من الرواية الكلاسيكية «أمراو جان آدا» (1899)، ويُعد من أجمل أفلام السينما الهندية المليئة بالشعر والموسيقى والجمال الشرقي.
كما يعرض المهرجان النسخة المرمّمة عام 2024 من فيلم «مسحور» (Spellbound) للمخرج العالمي ألفريد هيتشكوك، بالشراكة مع مؤسسة «ذا فيلم فاونديشن» بقيادة مارتن سكورسيزي، في أول تعاون من نوعه بين المهرجان وهذه المؤسسة العالمية المعنية بصون التراث السينمائي. ويقدّم البرنامج أيضاً فيلم «الأزرق الكبير» (The Big Blue) للمخرج الفرنسي لوك بيسون، وهو تحفة بصرية من عام 1988 تجمع بين الصداقة والمنافسة والحب في عالم الغوص الحرّ، بموسيقاه الحالمة وصوره المائية المدهشة التي جعلته من أنجح أفلام السينما الفرنسية.

الاستعراض المذهل الصامت
وفي تجربة فريدة من نوعها في المملكة، يُقدّم برنامج «كنوز البحر الأحمر» فيلم «الاستعراض المذهل الصامت» بقيادة الموسيقي البريطاني نيل براند، المتخصص في مرافقة الأفلام الصامتة بالعزف الحي، حيث سيُعيد الحياة إلى 3 من روائع السينما الصامتة لأساطير الكوميديا باستر كيتون، وتشارلي تشابلن، والثنائي لوريل وهاردي، في عرض عائلي فريد يمزج الموسيقى بالضحك الحيّ.
من جانبه، قال فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: «تحتفي اختيارات هذا العام بأساطير الفن السابع وأعمالهم الخالدة التي شكّلت ذاكرة السينما العالمية، لتعود إلى الشاشة بنسخ مرمّمة تجمع بين أصالة الماضي وبهاء الحاضر. ويشرّفنا أن نكون جزءاً من رحلة إحياء إرث أم كلثوم السينمائي عبر ترميم اثنين من أبرز أفلامها، تأكيداً لالتزامنا المستمر بصون التراث السينمائي العربي والعالمي ومشاركته مع جمهورنا خلال الدورة الخامسة من المهرجان».
جدير بالذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يُقام سنوياً في مدينة جدة، ويحتفي بعرض أبرز إنتاجات السينما العربية والعالمية من الكلاسيكيات المرمّمة إلى أفلام المواهب الجديدة. كما يستضيف نخبة من المخرجين والنجوم وصنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب الندوات وورش العمل والحفلات الموسيقية التي تهدف إلى دعم وتطوير صناعة السينما في المنطقة والعالم العربي.
aawsat