المخرج المسرحي أمين ناسور يبعث في «الحراز» حياة جديدة

يعرض المخرج المسرحي أمين ناسور مسرحته «الحراز»، وهو عبارة عن عمل مسرحي شارك فيه مجموعة من طلبة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط، بحيث يأتي عبارة عن عمل جماعي يثمّن مسرحية «الحراز» ويفتح لها آفاقاً جديدة وذلك يوم الأحد 26 أكتوبر 2025.
يقول ناسور في تصريحه لـ le360 بأنّ المسرحية «بمثابة ورشة فنية قام بإدارتها والإشراف عليها فريق المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي مع طلبة السنة الرابعة تحت إشراف فني لأمين ناسور، حيث تم الاشتغال على الموروث الثقافي الفني المغربي المتمثل في فن الملحون من خلال قصيدة «الحراز» حيث اشتغل عليها من قبل الطيب الصديقي وعبد السلام الشرايبي.
لذلك حاولت تقديم عرض مسرحي يستلهم خصوصية عملهم المسرحي، لكنْ بطريقة جديدة ومختلفة وفيها الكثير من الاجتهاد. وبعد تدرّج الطلبة على مستوى التحصيل العلمي، سينطلقون بهذا العمل الفني داخل الساحة المغربية، حيث سيقدمون مجموعة من العروض، إذْ ستنطلق هذه الجولة من مسرح محمد الخامس ثم باقي المحطات الأخرى أهمّها هي اختيار العرض من طرف لجنة انتقاء المهرجان الوطني للفيلم للمسرح للمشاركة والتباري ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يُنظم بتطوان».
يأتي هذا العمل في إطار المشروع الفني الذي يشتغل عليه لسنوات طويلة أمين ناسور، باعتباره من الوجوه المسرحية الجديدة التي اشتغلت على التراث وضخّت دماء جديدة في شرايين العمل المسرحي، وحاولت انطلاقاً من جملة أعمال مسرحية الغوص في بنية اللامفكّر داخل التراث المغربي، وعياً منه بقيمة الموروث الثقافي المغربي وقدرته على منح المخرج إمكانات فنية مذهلة للتعبير عن ذائقته الجمالية وأيضاً على سلسلة قضايا وإشكالات ذات صلة بالواقع الذي ننتمي إليه اليوم.
ورغم أنّ العمل المسرحي سبق وأنْ اشتغلت عليه أسماء رائدة، إلاّ أنّ ناسور هنا يفكك الحدود والسياجات ويعمل على اختراق مناطق الخطر في العمل المسرحي، عبر التفكير في نفس الموضوع، لكنْ من زاوية جديدة تفتح مسارب ضوئية بها يحتمي من التهميش والنسيان الذي عادة ما يطبع الأعمال الفنية. لذلك، فإنّ هذا التصادي الجمالي مع قصيدة «الحراز» يمثل انتصاراً حقيقياً للمسرح المعاصر من خلال آلية التفكير في وسائط تعبيرية أخرى بها يخلق ناسور أفقاً مشتركاً بين المسرح والغناء والموسيقى.
أشرف الحساني