أخبار مسرحية

المسرح العربي بخير في عاصمته الشارقة

مرحلة جديدة، بل نقلة نوعية تفعيلية تبدأ في تاريخ المسرح العربي منذ اليوم في الشارقة على يدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهاته وفكره التجديدي المرتبط تاريخياً بثقافة المسرح وأخلاقياته وجمالياته الإنسانية والعالمية.
ترأس سموه، أمس الأول، اجتماع مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح في مقرها في منطقة الحيرة في الشارقة، وبكل وضوح وحب للمسرح ورجالاته ومؤسساته، انطلق صاحب السمو حاكم الشارقة من ست نقاط أساسية تقع جميعها في إطار تفعيل المسرح العربي، وضمان حيويته وحركيته الإبداعية، وتحريك أدواته ومبادراته الثقافية والإدارية على اتساع خريطة هذا الفن العربي الأصيل.
صاحب السمو حاكم الشارقة وجّه بمبادرات عملية مباشرة نحو خدمة المسرح، وتتكامل هذه التوجيهات الثقافية مع دعمه المادي والمعنوي الموصول لأبي الفنون منذ الثمانينات وإلى اليوم.
اطلق سموه، أولاً «جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للتميّز المسرحي للشباب».
وهي جائزة عربية تكرّم الإبداع المسرحي الشاب، وتشجعه على الإبداع والتنافس النظيف، وبالضرورة، ستكشف هذه الجائزة العربية عن فكر مسرحي شاب يظهر في صميم الحياة الثقافية العربية من خلال عناصر جديدة تقف على خشبة مسرحية جديدة.
تلتقي هذه الجائزة العربية المسرحية الجديدة مع توجيه سموه بالاهتمام بالمسرح المدرسي، وهو أيضاً نواة مسرحية شابة، ولكي تتحول الفكرة إلى عمل وإنجاز، وجّه سموه أيضاً بإطلاق مهرجانات وطنية للمسرح في المدارس العربية.
إطلاق «مهرجان المسرح المدرسي العربي» مبادرة هي الأولى من حيث القيمة الثقافية للمسرح المدرسي، وهي الأولى من حيث الإدارة والتنظيم، وكل هذه الجدوى العربية الثقافية تتجه بالضرورة إلى نفع ثقافة الشباب المسرحية، وطاقاته الجديدة.
مبادرة مهمة جداً أيضاً وجّه بها صاحب السمو حاكم الشارقة تتصل بتوثيق الذاكرة المسرحية العربية، ومرة ثانية، نحن أمام أفكار وتوجيهات تتحول إلى سياقات عملية مباشرة، وبخاصة أن سموه يوجّه في الوقت نفسه بتأسيس كيانات تضمن نجاح المبادرات المسرحية مثل تأسيس (المركز العربي للتوثيق والدراسات والبحوث)، وهو الأول من نوعه في تاريخ المسرح العربي.
إننا نعرف جيداً أهمية التوثيق، والأرشيف، وبيانات المعلومات والصور الفوتوغرافية، والسينمائية، والفيديوية بالنسبة للمادة المسرحية العربية المتوفرة منذ عشرات السنوات، وهي في أي لحظة عرضة للتلف أو الإهمال، غير أن كياناً مؤسسياً يوثق للذاكرة المسرحية العربية هو ضمانة فعلية لهذه الذاكرة.
تخصيص موازنة دائمة إضافية لعرض مسرحيات أيام الشارقة المسرحية في جميع إمارات الدولة هو دعم آخر لذاكرة «الأيام»، وللمسرحيين الإماراتيين الذين هم وأقرانهم العرب في أمان وخير وتفاؤل في عاصمتهم المسرحية، وعاصمتهم الروحية: الشارقة.

 

يوسف أبو لوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!