رسالة اليوم العربي للمسرح 2014

الجمعة 10 / 01 / 2014
كتبها وألقاها صاحب السمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح
المسرح قلب المدينة النابض
المسرح ميدان رائع للتعبير عمّا تزخر به الحياة الاجتماعية؛ من أذواق العصر؛ والأفكار؛ والطموحات الجديدة.
عندما أُبتليت بلادنا العربية، خلال السنتين الماضيتين، بما يسمى بـ “الربيع العربي”، كانت الصحافة والمقالات النقدية، والإشهار بالصور، تضخم تلك الأحداث، وتعطيها صدىً بعيداً؛ وقتها كان المسرح غائباً عن كل الأحداث.
ويرجع السبب في ذلك للحكومات الثورية، التي لم تسعَ إلى استخدام المسرح لتربية الرأي العام، لأن تلك الوسيلة قد استهلكت بسوء استغلالها، وأصبحت غير مجدية، فقد خمد شغف الجمهور بها، في نفس الوقت الذي خمدت فيه مشاعر الجمهور الوطنية، وأصبح الجمهور يفضل التلهيات. وهكذا حدث تحول من الطقوس الوطنية للمسرح إلى الهزليات التي تتناول الأخلاق والعادات.
واليوم، وقد تقرر أن تكون الشارقة مقراً لملتقيات مهرجان المسرح العربي، حيث تسمح للطلائع المختلفة من الفرق المسرحية بالالتقاء والتعارف على أرضها، حيث تختلط كل أنواع الفنون، فهي المدينة – المنارة؛ مركز الذوق الفني، مكان للتعبير عن المقاومة التي تبديها الأفكار التنويرية ضد الأفكار الظلامية.
ترجع أهمية المسرح في الشارقة إلى أنه يقع في ملتقى مشروعين كبيرين لنهضة ثقافية، لتحقيق هدفين: إحتفالي وتربوي؛ فالأعياد تمجِّد، مدة يومٍ، حدثاً تاريخياً قريباً أو بعيداً. أما المسرح، فإنه يعكس الاحتفال و يمدد آثاره في ربوع البلاد. وتدل المسرحيات على هذا الهدف المزدوج بأحداث تاريخية؛ وأحداث وطنية؛ وتسليات وطنية، وارتجالات شعرية، ولوحات وطنية.
كانت العناية بالمسرح في الشارقة فائقة، فقد كانت هناك الأعمال الفنية الحرة، التي تجمع بين الطبيعي، و بين الحيل و الزخارف المسرحية. و قد تم تجديد اللعبة المسرحية، بجعل الإلقاء طبيعياً أكثر، و الاهتمام بخقيقة الأزياء المسرحية.
كان كل مكسب جديد في ميدان الفكر أو الذوق، أو كل خسارة في ميدان التخاذل والهوان، يجد ترجمته في حدث مسرحي؛ بالتعبير المباشر، أو جعل الحقيقة تعبر عن نفسها من خلال أقنعة القصة التاريخية.
فيا أهل المسرح، تعالوا معنا، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية.