أخبار مسرحية

سودابا خليفة .. فنانة عاشقة للمسرح حد الشغف والجنون ..

الشغف ..
هو ذلك الإسم الذي يمكن أن نطلقه على الفنانة البحرينية العاشقة المتيمة الهائمة في بحر المسرح الممتد المتلاطم الأمواج المتباين الأعماق المخاتل سودابا خليفة..
تلك الفنانة الشغوفة التي لا تتوانى ولا تتردد عن  أداء وتجسيد أصعب الأدوار المسرحية وأكثرها تعقيدا..
فنانة تمنح ذاتها وطاقتها وكل ممكناتها للدور المنوط إليها دون تردد أو خوف مما سيترتب عليه اداؤها لهذا الدور مهما كلف ذلك من مخاطر قد تترتب عليه أثناء اداؤها لهذا الدور..
في انخراطها لاختبار الدور المسند إليها أو التدريب المقترح عليها ، تصغي وتستجيب دون أن تناقش أو تعترض،  وتدفع المخرج أو المؤطر للدور لأن يقول لها : هل من مزيد ياسودابا؟ فتجيب عليه: ذلك يتوقف على مالديك من مزيد،  فأنا رهن اشارتك حتى جحيم أخطر..
شغف وفضول لا حدود له ، فهي إذ ينتهي دورها مؤقتا في التاطير،  تراها منحشرة في إحدى زوايا الكواليس المطلة على الخشبة تراقب التدريبات بشغف،  كما لاحظت ذلك في ورشة المخرج المغربي محمد الحر ، وكما لو أنها ترغب في التهام كل الأدوار دفعة واحدة،  أو كما لو أنها تتهيأ لاقتراح جديد من خلال ما شاهدته على الخشبة على نفسها .
وحين تعجب سودابا بتدريبات المؤطر أو المخرج،  تتمنى لو كان فضاء التدريب بيتا لها تقيم فيه حتى آخر الورشة،  وعليه تزداد أسئلتها وياخذها الشغف إلى درجة تكون معها الأسئلة جزءا من تكوينها الادائي في المسرح .
وسودابا الشغوفة إذا استولى عليها عشق المسرح ، فإنها لا تتردد عن فعل مالا تقدر عليه كثير من الفنانات،  فهي مستعدة لحلاقة شعرها الغليظ حد الصلع دون تردد متى تطلب الدور منها ذلك كما في مسرحية الهشيم للمخرج محمد شاهين ، ومستعدة أيضا أن تستغني عن بعض خصلات شعرها أثناء ادائها للدور المنوط إليها من المخرج وان لم يطلب منها المخرج قص شعرها على صعيد الواقع كما هو الحال في مسرحية قهوة ساخنة للمخرج ابراهيم خلفان ،  ولكن سودابا خليفة تكره الايهام،  ولا حرج لديها من فعل أي شيء على الخشبة إذا اقتضى الأمر ذلك. 
سودابا خليفة تكره أن تغادر الخشبة أو فضاء التدريب إذا شعرت بأنها مقصرة فيما أسند إليها من قبل المخرج أو المؤطر لاثراء دورها،  إنها تصر على أن تتدرب عليه مهما طال زمن التدريب،  وإذا شعرت بتقصير ما في دورها تلحظ الخيبة والارتباك مباشرة على وجهها وارتعافات جسدها. 
الشغوفة سودابا خليفة لا تهمها ولا تشغلها المظاهر اليومية ككثير من الفنانات،  فهي جميلة في كل أحوالها،  إذا تطلب الأمر رقصا فهي ترقص حد الجنون وإذا تطلب الأمر منها جرعة زائدة من الجرأة فهي أكثر جرأة من الجرأة نفسها. 
سودابا خليفة عندما تنخرط في العمل الجماعي يتوجه قلبها واهتمامها إلى كل من معها في التدريب أو التاطير،  وهي فنانة لا تترك ساحة الشغف قبل أن تهيل الكثير من الأسئلة والاستفسارات على المؤطر كما فعلت مع المؤطر المخرج المبدع المشاكس العاشق لمثل هذه الجسارة السودابية محمد الحر .
سودابا خليفة ابنة مسرح الصواري فنانة ولدت لزمن أجمل لا يحتفي ولا يحفل بالتحفظات والحواجز القهرية،  فنانة لا تبحث عن الشهرة والبريستيجات الزائفة،  إنها تبحث عن روحها الحقيقية التي تنتمي لمسرح مختلف وأكثر جنونا وجسارة ..

يوسف الحمدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!