دراما وفنون
صناع الدراما يُناقشون رحلة الأعمال العربية فى مهرجان الجونة السينمائى

شهدت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، جلسة حوارية بعنوان «من الإنتاجات الأصلية إلى الفورمات: الأعمال العربية إلى العالمية»، تناولت سبل انتقال القصص العربية إلى جمهور عالمى وآليات تكييفها مع ثقافات مختلفة.
أدار الجلسة زياد السروجي، نائب الرئيس الأول لإستراتيجية المحتوى والتطوير التجارى فى Rise Studios، بمشاركة الكاتبة والسيناريست مريم نعوم رئيسة ملتقى سينى جونة.
استهل السروجى النقاش بسؤال حول كيفية تحويل النصوص الأصلية إلى فورمات قابلة للتكييف مع ثقافات متعددة، وكيفية إدارة حقوق الملكية الفكرية خلال هذه العملية.
وأوضحت مريم نعوم أن كل عمل درامى يبدأ كفكرة أصلية تُبنى على الشخصيات، مشيرة إلى أنها عند كتابة أى نص تتعامل معه وكأنها تكتب رواية جديدة موجهة لثقافة محددة، مع الحفاظ على روح القصة الأصلية.
من جانبها، تحدثت إرماك يازم عن تجربتها فى تكييف الأعمال الدرامية السورية والعراقية والسعودية، مؤكدة أن الفهم العميق للثقافة المحلية والمشاعر الإنسانية هو العنصر الأهم فى نجاح أى عمل مقتبس. وقالت: «عندما تشعر بالمشاعر وتفهم ثقافة الجمهور، تصبح القصة حقيقية وحية».
أما المنتج محمد مشيش، فأشار إلى الدور الحيوى الذى يلعبه المنتج فى اختيار الفورمات المناسبة لكل سوق، موضحًا أن نجاح أى عمل يعتمد على مدى توافقه مع ذوق وثقافة الجمهور المحلي. وأضاف: «فى مصر تنجح الدراما البوليسية والاجتماعية لأنها الأقرب إلى طبيعة الجمهور المصرى وشغفه بهذا النوع من القصص».
تناولت الجلسة أيضًا العلاقة بين الكاتب والمنتج، حيث شددت مريم نعوم على أهمية التفاهم والتفاوض دون المساس بجوهر الإبداع الفني، بينما أوضحت إرماك يازم أن بعض التعديلات قد تفرضها اعتبارات سياسية أو اجتماعية، لكن من المهم أن تبقى روح النص الأصلية محفوظة.
وفى ختام الجلسة، عبّرت مريم نعوم عن تفاؤلها بمستقبل الدراما العربية فى الأسواق العالمية، قائلة: «لدينا القدرة على الوصول للعالمية، فقط نحتاج إلى تطوير أسلوب السرد وإدارة حقوقنا الفكرية بذكاء».
واختُتمت الجلسة بتأكيد المشاركين أن الإبداع العربى اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، حيث بات المبدعون العرب أكثر استعدادًا لتصدير قصصهم إلى العالم، سواء كانت أصلية أم مقتبسة، مع الحفاظ على الهوية الثقافية العربية التى تمنح تلك الأعمال فرادتها وتميّزها..
شريف نادي



