أخبار مسرحية

«كذبة بالصينية»… مغامرة مسرحية تجمع بين الضحك والمعنى

زياد النجار لـ«الشرق الأوسط»: أعدها من أجمل تجاربي على الخشبة

من ضمن موسم مسرحي لبناني كثيف وغني بأعمال كوميدية واجتماعية، تطل مسرحية «كذبة بالصينية» للمخرج زياد النجار. بدأ عرضها على خشبة مونو منذ أيام قليلة، وتشهد إقبالاً كثيفاً؛ نظراً لخلطة فنية لافتة ترتكز عليها.

العمل كوميدي ترفيهي يحمل رسائل اجتماعية منكّهة بالـ«فودفيل»، وهو لون مسرحي يعتمد على اللعب بالكلام، وكذلك على مواقف يسودها سوء تفاهم خفيف الظل في حوارات الممثلين.

تعود كتابة النص إلى مخرج العمل زياد النجار ووليد عرقجي، أما البطولة فهي لباقة من الممثلين المعروفين عبر الشاشة الصغيرة، مثل رودريغ سليمان وجويل منصور، في حين تطل على المسرح لأول مرة زينة مكّي، بالإضافة إلى عرقجي كاتب المسرحية. كل هذه العناصر الفنية مجتمعة أسهمت في طبع المسرحية بالتجدد.

مخرج «كذبة بالصينية» زياد النجار يعدّها من أجمل التجارب في مشواره (زياد النجار)

في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يقول النجار: «أعدّها أجمل مغامرة قمت بها في مشواري الفني. فهو من ناحية أكمل ما بدأه والدي الراحل مروان النجار في عالم الـ(فودفيل)، ومن ناحية أخرى يحمل نصّاً جميلاً تشاركت ووليد عرقجي بتحميله أهدافاً نتشاركها. فهو مسلٍّ وترفيهي وهادف في الوقت نفسه».

بالنسبة لخلطة الممثلين، فقد خطط لها مسبقاً، راغباً في أن تتلوّن بفريق يمزج بين الخبرة المسرحية والدرامية. يوضح: «عندما جاءني وليد عرقجي بنص المسرحية، خطر على بالي بسرعة تطعيمه بممثلة معروفة لم تعمل في المسرح من قبل. وعندما تحدّثت مع زينة مكّي عن الموضوع، طارت من الفرح لشدة حماسها له. وجاء خياري لرودريغ وجويل مبنياً على خبرتهما الدرامية والمسرحية، وهو ما ولّد تركيبة تمثيلية حلوة».

عادة ما نرى الممثل المسرحي يتمتع بخبرات فنية تؤهله للوقوف أمام الكاميرا. فلماذا أقدم النجار على العكس؟ وهل خاطر بهذه الخطوة؟ يوضح: «لا شك بأن بنية الممثل المسرحي أقوى وتسمح له بدخول أي معترك فني تمثيلي بجدارة. ولكن لم أجد صعوبة في نقل زينة من أمام الكاميرا إلى الخشبة، ولعل حماسها الكبير للقيام بهذه التجربة سهّل علينا المهمّة. وعندما يجتهد الممثل ويعدّ نفسه تلميذاً بين أياد أمينة، فلا بد أن ينجح».

يشارك في العمل رودريغ سليمان وزينة مكي (زياد النجار)

رغم اللون الكوميدي الذي يسود «كذبة بالصينية»، فإنها تزوّد مشاهدها برسائل اجتماعية هادفة. يشدد النجار على العائلة وضرورة الحفاظ عليها، ويمرّر رسائل حول الزواج الذي يبنى على التضحية. ويعلّق: «كثيرون اليوم لا يعرفون القيمة الاجتماعية والمعنوية التي تحملها العائلة، ويستخف بعضهم بخطوة الزواج، فيجدون الطلاق الحل الأسرع بدل البحث عن حلول تحمي الأسرة من التفكك. فالمسرحية، رغم طبيعتها الكوميدية والترفيهية، توصل هذه الرسائل بانسيابية ومن دون وعظ».

عنوان المسرحية كان لافتاً أيضاً، وقد وضعه وليد عرقجي قبل عرضه على النجار. يقول الأخير: «وجدته مناسباً لخط الكوميديا الذي أحب، وشكّل بداية التناغم بيني وبين عرقجي».

من ناحية ثانية، يحضّر النجار لمسرحية جديدة بطلتها الممثلة الدرامية ساشا دحدوح، تقف وحدها على الخشبة وتقدّم نصاً محبوكاً بموضوعات اجتماعية تميل إلى الكوميديا السوداء، وتحمل رسائل أوسع من تلك الموجودة في «كذبة بالصينية». ويقول: «ستحمل التجدد من نواحٍ مختلفة. لن أفصح عنها الآن، وأكتفي بالقول إنني أشارك فيها كوني عازف بيانو».

ثنائية منسجمة بين جويل منصور وزينة مكي (زياد النجار)

ويتابع: «لا أذيع سرّاً إذا قلت إن المسرحية كتبت خصيصاً لساشا دحدوح، وأقدمها في مارس (آذار) المقبل، وقد حبكت الدور على قياسها وطرّزته بما يشبه شخصيتها الحلوة».

ولكنك بذلك تذكّرنا بالبطولة النسائية التي اعتمدها الكاتب المسرحي يحيى جابر مع أنجو ريحان ولاقت نجاحاً باهراً. هنا يستطرد: «هو المثل الذي انطلقت منه مع ساشا، ورافقتها لمشاهدة مسرحيات أنجو، وجلست معها واستفهمت منها عن أمور وتقنيات وأدوات عدّة تُجيدها أنجو. فجمعت من ريحان كل المعلومات والنصائح التي تسهم في تقديمها المسرحية على المستوى المطلوب».

أما مستقبلاً، فيستعد النجار لتقديم عرض مسرحي جديد في عام 2027، بالتعاون مع شقيقتيه لمى ورنا، وهو إعادة لإحدى مسرحيات والده الراحل مروان نجار الكوميدية، وربما تكون «عمتي نجيبة». يضيف: «سأتّبع فيها سياسة والدي الفنية القائمة على مشاركة خريجي معهد التمثيل».

فيفيان حداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!