من خشبة المسرح إلى شاشة السينما.. “بدور محمد” تُبحر في عالم الرعب النفسي

هناك شيء شبه شعري في مشاهدة ممثل قضى عقودًا في السيطرة على خشبة المسرح والموجات الإذاعية وشاشات التلفزيون وهو يخطو أخيرًا إلى عالم السينما – ويفعل ذلك بالنوع من الأدوار التي لا تهمس فقط بل تزأر.
هذا بالضبط ما تفعله الممثلة الإماراتية بدور محمد في فيلم “هوبا” ، فيلم الرعب والإثارة النفسي الجديد للمخرج ماجد الأنصاري، والمقرر عرضه في دور السينما الإماراتية في 30 أكتوبر. تشتهر بدور بأدوارها المسرحية الحائزة على جوائز وحضورها الدائم على شاشات التلفزيون الخليجي، وهي ليست غريبة على جذب الجمهور. ولكن كما تقول، كان خوض غمار أول بطولة لها في فيلم روائي طويل بمثابة دخول عالم جديد كليًا.
“لم أكن أريد فقط قراءة السطور – أردت أن أصبح أماني”، تقول في دردشة مع”سيتي تايمز” City Times عبر Zoom، وهي تصف علاقتها بالشخصية المركزية في الفيلم، وهي زوجة وأم يبدأ عالمها في الانهيار عندما يتزوج زوجها زوجة ثانية ويتسلل شيء أكثر قتامة إلى منزلها.
إنه دورٌ تطلب منها التخلي عن اللمسات المسرحية للفن المسرحي، والالتفات بدلاً من ذلك إلى نظرة الكاميرا الحميمة. على خشبة المسرح، قد ينقل صوتٌ مرتفع أو لفتةٌ قويةٌ مشاعرَ إلى الصفوف الخلفية؛ أما في السينما، فقد تُعبّر لمحةٌ من العين أكثر من المونولوج.
على المسرح، كان عليّ المبالغة في كل تعبير وكل كلمة، كما توضح. “لكن مع الكاميرا، يمكنكِ الهمس وسيظل الجمهور يسمعكِ. حتى الهدوء يُصبح مؤثرًا.”


إنه تحولٌ قد يُخبرك به أي ممثل مسرحي يُقرر الانتقال إلى عالم السينما بأنه مُرهِق، لكن بدور تتعامل معه كتطور، لا كتحدٍّ. تُشيد بالمخرج ماجد الأنصاري لمنحه لها المساحة اللازمة لاستكشاف أماني من الداخل والخارج. تقول: “لقد ساعدني على الشعور وكأنني أعيش هذه الشخصية. هذا الدعم أحدث فرقًا كبيرًا”.
حمل رسالة خارج الحدود
بالطبع، فيلم “هوبا” لا يقتصر على الرعب والتشويق. فكما هو الحال في أفضل أفلام الرعب، يُجسّد الفيلم صورةً – في هذه الحالة، صورةً للعائلة والإيمان وصمود المرأة. وترى بدور أن أداءها أكثر من مجرد دور؛ بل رسالة.
أنا فخورة بالمرأة الإماراتية، فلدينا قصص كثيرة نشاركها معكم. هذا الفيلم لا يقتصر على عائلة إماراتية أو عربية، بل يتناول المشاعر. إذا استطاع الجمهور حول العالم أن يشعر بما تشعر به أماني، فقد أتممت مهمتي.
كلماتها تحمل ثقل شخصٍ كان ينتظر هذه المنصة. قبل سنوات، تتذكر قولها لأحد مُحاوريها إنها تأمل أن يصل صوتها إلى أبعد من الإمارات العربية المتحدة. مع هوبا ، تؤمن بأنه سيصل أخيرًا.
رسالتها مباشرة: “النساء من أطهر أرواح الأرض. يستحققن الرعاية والاحترام والحب. قد يكون وضع أماني فريدًا في الفيلم، لكن النساء في كل مكان يواجهن صعوبات. آمل أن يُذكر هذا الفيلم الناس برعاية النساء في حياتهم.”
موازنة المسرح والشاشة
رغم فصلها السينمائي الجديد، تُصرّ بدور على أنها لن تترك حبها الأول. تقول: “سيظلّ للمسرح مكانة خاصة في قلبي. لقد منحني كل شيء – ثقتي بنفسي، وطاقتي. سأعود إليه دائمًا. لكن السينما تتيح لنا إيصال رسائل إلى عالم أوسع، وأرغب في مواصلة استكشافه”.

ومن الواضح أنها لا ترى مسيرتها المهنية كسلسلة من المراحل المنفصلة، بل كشيء سيستمر في دمج التقاليد والحداثة، فضلاً عن القصص المحلية والصدى العالمي.
ولأن أي مقابلة رعب لا تكتمل إلا بمقابلة: هل سبق لها أن واجهت موقفًا خارقًا للطبيعة؟ تضحك. “ليس تمامًا – مع أنني في إحدى المرات خلال تصوير مسلسل تلفزيوني، كنت أضع مكياجًا كثيفًا جدًا لدرجة أنني ظننت أن شيئًا ما يتبعني في طريقي إلى موقع التصوير. اتضح أنه ظلي. لقد أخافني ذلك كثيرًا!”
 
				
 
						


