أخبار مسرحية

«مهرجان المهن التمثيلية» يفتح ستارا ذهبيا على المستقبل

فتح مهرجان نقابة المهن التمثيلية المسرحى (الدورة الثامنة) ستارا ذهبيا ناصعا على مستقبل المسرح والفن فى مصر، ذلك أنه فى كل مرة يفاجئنا رئيسه د. أشرف زكى نقيب الفنانين بكثير من الخطوات التى تفتح أفقا أوسع أمام شباب الفنانين فى مختلف عناصر العرض المسرحى لكى يراه المبدعون وصناع الحركة الفنية لينتقوا من يشاءون لأعمالهم المتعددة، من جهة ولكى يراه أكبر قدر من الجمهور تطبيقا لشعار «مسرح الجماهير» الذى رفعه المهرجان من جهة أخرى، وهو ما يضخ دماء جديدة ويكتب صفحات ناصعة ومشرقة فى مستقبل الفن والإبداع المصرى والعربى.

الاستعدادات للمهرجان كانت حاشدة ولافتة بإدارة مديره المخرج سامح بسيوني، لجان متعددة للمشاهدة والإعلام والنشرة اليومية والتنظيم والتسويق، كلها تشير إلى أننا أمام حدث غير تقليدي، وبالفعل وجدنا أنفسنا أمام 32 عرضا مسرحيا هى قوام المهرجان، إضافة إلى الورش التخصصية المتعددة والمتنوعة.. مهرجان قومى مصغر للمسرح المصري.

ولمَ لا؟! وقد أسس المهرجان القومى للمسرح فى الأساس د. أشرف زكى نفسه، المؤمن دوما بأن المسرح المصرى يرتقى بطاقات أبنائه الذين يستحقون بدورهم بؤرا ساطعة من الضوء تسلط على وجوههم وقدراتهم المتميزة.. من هنا ابتكر زكى خطوات مدهشة لتشجيع مواهب الشباب وتوسيع قاعدة اكتشافهم، فشكل لجنة تحكيم من 50 عضوا مبدعا فى سابقة لم تشهدها المهرجانات المسرحية المصرية والعربية أيضا، والمفاجأة أنه تم تقسيم الخمسين عضوا على خمس لجان، كل لجنة تشاهد عروضها على يومين متتاليين وتخرج بنتيجة منفصلة، وبالتالى صار لدينا مع انتهاء المهرجان أفضل 5 عروض، وأفضل 5 ممثلين، وأفضل 5 ممثلات، وأفضل 5 مخرجين، وهكذا فى كل العناصر، بالإضافة إلى جوائز لجان التحكيم الخاصة، وبالتالى يزيد عدد الجوائز على الخمس فى بعض العناصر.

ختام المهرجان كان أشبه بليلة عيد الميلاد، ميلاد نجوم جدد واعدين سنراهم قريبا على شاشات السينما والفضائيات، ففى الإخراج فاز إبراهيم فايق بعرض لاتطفئ الشمس، وأحمد الرمادى بعرض ميرامار، ومحمود الحسينى بعرض الجريمة والعقاب، مينا لويس بعرض نور، وعز الدين فهمى بعرض صورة دورا، وهى كلها أعمال مشرقة وذات موضوعات لافتة متنوعة الرؤى.

ذهبت جوائز أفضل ممثل لشباب أتابع أعمالهم باهتمام بدءا من مشاركتهم فى المسرح الجامعى، وأرى أنهم أصقلوا مواهبهم بالدراسة الأكاديمية التى أهلتهم للتتويج فى المهرجان، وهم محمد حسن، وليد عبدالغني، أحمد نادي، سعيد سالمان، مصطفى رأفت، إيهاب محفوظ، وبولا ماهر، ومنهم من قطع بالفعل خطوات واثقة فى الدراما التليفزيونية مثل وليد عبدالغنى وسعيد سلمان، كذلك الأمر فى أفضل ممثلات التى فازت بها آية خميس، نغم صالح، هبة الكومي، سهيلة الأنور، مادونا خالد وهايدى عبدالخالق.

المفاجأة الأهم التى فجرها د. أشرف زكى فى المهرجان هى جائزة «الأفضل» يوميا، فقد اتفق مع إحدى شركات الاتصالات الكبرى على تخصيص بار كود يلصق على مقاعد الجمهور، ليستطيع المتفرجون كل ليلة التصويت على اختيار أفضل ممثل وممثلة فى كل عرض، وهى خطوة حققت عدة مكاسب، أولها تأكيد فكرة التفاعل الجماهيرى الحى باعتبارها الضلع الثالث فى مثلث الممثل، المسرح، الجمهور، وثانيا ضمان بذل أقصى طاقة ممكنة من أبطال العروض سعيا لنيل الجائزة الفورية، وهو ما ينعكس إيجابيا على طاقة العروض وحيويتها وإيقاعها.

المهرجان حالة تفاعلية بالغة الثراء والحيوية، المدهش فيها مشاركة طلاب معهد الفنون المسرحية وخريجيه وأساتذتهم وكل أعضاء النقابة على قاعدة تنافسية واحدة، لافرق فيها بين أستاذ وتلميذ بما يرسخ فكرة التنافس الشريف بين الجميع، وكذلك تواصل الأجيال الذى تحقق على المسرح أو حتى فى التكريمات التى نالها نخبة من أبرز النجوم مثل صبرى عبدالمنعم، وضياء الميرغنى، وعبدالله مشرف.

باسم صادق – الأهرام اليومي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!