مهرجان محمد الماغوط المسرحي يعود بعد غياب 15 سنة
عودة المهرجان تذكر بمسيرة الماغوط الذي ترك بصمة لا تمحى في المسرح العربي من خلال نصوص مسرحية ساخرة.

حتى السبت القادم تعيش مدينة سلمية في حماة على وقع فعاليات مهرجان محمد الماغوط المسرحي بدورته الخامسة، الذي يعود بعد 15 سنة من التوقف، وينعقد في مسقط رأس المسرحي السوري الراحل.
المهرجان انطلقت فعالياته الاثنين الماضي، وتابع الجمهور الذي احتشد لمتابعة حفل الافتتاح في صالة سينما سلمية مسرحية بعنوان “قبل السقوط” قدمتها فرقة كور الزهور، بينما تابع في ثاني أيام المهرجان مسرحية “أول ليلة… آخر يوم” لفرقة المسرح القومي بدمشق.
ويخصص ثالث أيام المهرجان لمحاضرة بعنوان “المسرح السوري: محطات وذكريات” للكاتب والناقد جوان جان، ولعرض مسرحية “موت بائع متجول” لنادي الماغوط المسرحي بحلب، بينما تنظم في رابع أيام التظاهرة محاضرة بعنوان “دور المسرح التفاعلي في التنمية المجتمعية” للمخرجة إيناس حسينية، وتعرض مسرحية “قماط وكفن” لمركز فنون الأداء باللاذقية.
ويخصص خامس أيام المهرجان لمعرض فني وتنفيذ لوحة جدارية هدية لسلمية، وعرض مسرحية “وقت مستقطع” لفرقة سين بمصياف، على أن يختتم بعرض مسرحية “اللحاد” لنادي الماغوط المسرحي بإدلب.
وأوضح مدير المهرجان محمد شعراني أن المهرجان يعود إلى مدينة سلمية مسقط رأس محمد الماغوط بعد 15 سنة من الغياب، مبينا أن مهرجان هذا العام يمتاز بأنه الأول بعد سقوط نظام الأسد ما يعطيه طابعا مميزا سينعكس إيجابا من خلال عروضه المسرحية طيلة أيامه.
ولفت إلى أن المهرجان يكرم خمسة فنانين مبدعين هم جيانا عيد وإيناس زريق ومصطفى الشحود ومولود داهود وغزوان قهوجي، إضافة إلى تكريم الفنانتين الراحلتين فدوى سليمان ومي سكاف، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم عدة عروض مسرحية مهمة من مختلف المحافظات على مدى ستة أيام.
من جهته أشار عضو نقابة الفنانين نبيل جاكيش إلى أن مهرجان محمد الماغوط المسرحي انطلق أول مرة عام 2007 واستمر حتى الدورة الرابعة عام 2010 ليتوقف بعدها بسبب ممارسات بيروقراطية لمديرية الثقافة أيام النظام السياسي البائد، مبينا أن المهرجان هو حالة فنية مميزة ووسيلة ثقافية للتقارب والتعارف بين الناس.
وتأتي عودة المهرجان إلى نشاطه بعد عقد ونصف لتذكر بمسيرة الماغوط الذي ولد عام 1934 وتوفي في 2006، وكان شاعرا وكاتبا احترف الأدب السياسي الساخر وألّف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دورا كبيرا في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية التي يعتبر واحدا من روادها، وله دواوين عديدة.
ويقال إن الماغوط كتب أولى قصائده في السجن، وهناك اكتشف أن الكلمة يمكن أن تكون خنجرا ناعما في قلب السلطة، وكان من أوائل من كتب قصيدة النثر في الوطن العربي، متحديا الشكل التقليدي، ومكرسا نفسه كأحد أبرز المجددين في الشعر العربي الحديث.
وترك بصمة لا تُمحى في المسرح العربي من خلال نصوص مسرحية ساخرة أصبحت جزءا من الذاكرة الجماعية للجمهور العربي، مثل “كاسك يا وطن”، و”شقائق النعمان”، و”غربة”، التي قدمها مع الممثل دريد لحام، وشكّلت ثنائيا فنيا استثنائيا. كانت أعماله تحمل نقدا سياسيا لاذعا، لكنها مغلفة بروح الفكاهة السوداء، والمفارقات الساخرة التي كانت تصفع أكثر مما تضحك.
alarab