دراما وفنون

صنّاع سينما: قصصنا.. طريقنا إلى العالمية

صنّاع سينما: قصصنا.. طريقنا إلى العالمية

لقطة من فيلم «قصة نجاح أبوظبي» (الصور من المصدر)

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع صناعة المحتوى الإبداعي والترفيه، شدّد صنّاع سينما على أهمية الابتكار وتبني أفكار خارج الصندوق في صناعة الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية، مع التركيز على سرديات تعكس الواقع العربي، قادرة على تحقيق الرواج محلياً وعالمياً، خصوصاً مع بروز المنصات الرقمية التي فتحت الباب واسعاً أمام محتوى متنوع ومتكامل.

بناء جسور
أكد المخرج والمنتج الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري، مؤسس «فيلم جيت للإنتاج الفني – أبوظبي»، أن التواصل مع الآخر عبر المحافل السينمائية والمبادرات الفنية أصبح ضرورة لا غنى عنها لصنّاع السينما العربية. وقال: من خلال الاحتكاك بالخبرات العربية والعالمية يمكننا تطوير فكرنا الإبداعي، وبناء جسور ثقافية تعزّز من قدرة المحتوى العربي على المنافسة.

منصات رقمية
وأشار إلى أن التغيرات الأخيرة في منصات العرض الرقمية وتقنيات صناعة المحتوى فرضت تحدياً كبيراً في مواكبة التكنولوجيا، وقال: نسعى إلى إنتاج أعمال عربية بصيغة عالمية، وهذا يتطلب استثماراً في المعرفة والتقنية.

محافل عالمية
ولفت الظاهري إلى أنه من خلال «فيلم جيت – أبوظبي» أنتج وأخرج أعمالاً روائية ووثائقية تعكس إنجازات الإمارات، من بينها فيلم «قصة نجاح أبوظبي» الذي قدّم رحلة بصرية تحتفي بجمال العاصمة وتراثها، إلى جانب فيلم «Swim 62» الذي سلط الضوء على قضية بيئية عالمية تتعلق بالحفاظ على الثروات البحرية، وكل منهما شارك في محافل سينمائية محلية وعربية وعالمية، وحصدا جوائز عدة، إضافة إلى سلسلة مسلسل «المنصة» الذي عُرض على قناة أبوظبي والمنصات الرقمية واستعرض عدداً من القضايا المجتمعية والمرتبطة بعالم السوشيال ميديا والتقنيات الحديثة.

سردية عربية
من جانبها، شدّدت الكاتبة والسينمائية الإماراتية بثينة كاظم، المديرة التنفيذية لـ«سينما عقيل»، على أن القصص العربية الصادقة هي الركيزة الأهم للوصول إلى العالمية. وسلطت الضوء على أهمية تبني السردية العربية لدى العاملين في المجالات الإبداعية، وتقديم قصص وروايات تعكس الواقع العربي. وقالت: نجاح العمل الفني مرتبط بمدى صدقه في التعبير عن البيئة التي يُنتج فيها، بما تحمله من عادات وتقاليد وقيم.

دور محوري
وأكدت كاظم أن المرأة العربية تلعب دوراً محورياً في الصناعة الإبداعية، سواء في السينما التجارية أو البديلة، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة في الإنتاج السينمائي العربي تصل إلى 50%، وهي نسبة تفوق نظيراتها في هوليوود التي لا تتجاوز 20%. وذكرت أن التاريخ السينمائي العربي زاخر برائدات أمثال آسيا داغر، عزيزة أمير، ماري كويني، وصولاً إلى مبدعات معاصرات مثل خديجة حباشنة، هايدي سرور، جوزفين صعب، مشددة على ضرورة وضع هذه الأسماء أمام الأجيال الجديدة من المبدعين لإلهامهم والاستفادة من تجاربهم، استناداً إلى هذا الإرث الثري للنساء العربيات في عالم صناعة السينما.

قضايا مهمة
أوضحت المخرجة والمنتجة تيما الشوملي أنها من خلال «فيلمزيون للإنتاج الفني والسينمائي»، تسعى لصناعة أعمال درامية موجهة للشباب، واستعراض قضايا مجتمعية وعائلية مهمة، مع التركيز على التوجه الحالي بإنتاج أعمال مخصّصة للمنصات الرقمية التي طغى حضورها في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد إنتاج العديد من الأعمال الدرامية ذات المحتوى المتميز، بمضمون هادف وطرح جريء. وقالت: مسلسل «مدرسة الروابي» الذي توليت عمليتي تأليفه وإخراجه، شكّل محطة فارقة، لأنه أثبت أن الأفكار خارج الصندوق قادرة على الوصول إلى الجمهور العربي والعالمي معاً، وعلى الرغم من التحديات علينا مواصلة السعي لتحقيق الإنجاز والوصول إلى أبعد الحدود في الصناعات الإبداعية والترفيهية.

اكتشاف مواهب
شدّدت المخرجة تيما الشوملي على أهمية اكتشاف مواهب في مجالات فنية مختلفة مثل الكتابة والإخراج، لأنهما عاملان أساسيان في صناعة المحتوى الترفيهي. وقالت: هناك الكثير من النساء يعملن خلف الكاميرا، وأصبحن مبدعات ومتميزات في مجالي الكتابة والإخراج وغيرهما من عناصر العمل السينمائي الفنية، وأفتخر بما حققته المرأة من إنجازات وتغلبها على تحديات ثقافية ومهنية عدة.

 

تامر عبد الحميد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!