أخبار مسرحية

«غايب» لبتول الخضيري: مونودراما عراقية تُعيد بغداد التسعينات إلى مسرح لندن

تستعيد بأسلوب شاعري وساخر ملامح الحياة تحت الحصار والحرب

يُعرض في العاصمة البريطانية لندن، في 4 و5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، العمل المسرحي «غايب»؛ وهو مونودراما مقتبسة من رواية الكاتبة العراقية بتول الخضيري التي تحمل العنوان نفسه، وذلك ضمن فعاليات مهرجان «VOILA!» المسرحي؛ أحد أبرز المهرجانات الأوروبية التي تحتفي بالأصوات المسرحية المتعدّدة اللغات والثقافات.

تُقدّم المسرحية، التي أعدّت نسختها الإنجليزية الكاتبة والمترجمة بيني بلاك وأخرجتها سفيتلانا ديمكوفيتش، صورة إنسانية مؤرقة عن الحياة في بغداد خلال تسعينات القرن الماضي، حين تختنق الأحلام في زمن الحرب والعقوبات. تدور الأحداث في فضاء واحد تؤدّيه ممثلة واحدة، تُجسّد من خلاله شخصية «دلال» التي تحاول البقاء وسط الخوف والخذلان، وتستعيد تفاصيل أيامها الممزَّقة بين القصف، والنحل، والحبّ، والخيانة، بحثاً عن معنى الأمان في مدينة فقدت ملامحها.

بأسلوب شعري ممزوج بسخرية عراقية لاذعة، تنقل «غايب» مأساة الإنسان المُحاصَر، وتُحوّل الذاكرة الشخصية إلى شهادة على العيش في ظلّ الغياب والرقابة والخوف. فالعرض، بلغة إنجليزية مكثَّفة، يستحضر الذاكرة العراقية من قلب لندن.

يُقدَّم العمل على خشبة «Barons Court Theatre» في لندن عند الخامسة والنصف مساءً، ضمن برنامج مهرجان «VOILA!»، من 3 إلى 23 نوفمبر، ويضمّ أكثر من 100 عرض في 8 أحياء مسرحية من العاصمة البريطانية، في دورة تُعدّ الأوسع في تاريخه. ويهدف المهرجان إلى إبراز المسرح المستقلّ واللغات المتعدّدة والتجارب الآتية من ثقافات متنوّعة، من بينها المسرح العربي والعراقي.

الرواية الأصلية التي كتبتها بتول الخضيري تُعدّ من العلامات الفارقة في الأدب العراقي المعاصر؛ إذ تناولت بعمق شعريّ ومقاربة واقعية التحوّلات الاجتماعية والنفسية التي عاشها العراقيون في مرحلة الحصار. وتأتي ترجمتها إلى عمل مسرحي فردي لتمنح صوت المرأة العراقية بُعداً أدائياً جديداً، فيصبح الكلام المنطوق بديلاً عن الصمت القسري، ويغدو الجسد مساحةً لتجسيد ما لم يُقل في النص المكتوب.

aawsat

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!