صابر الوسلاتي: المسرح هو مكاني الطبيعي.. ومنه بدأت الحكاية

حلّ الممثل والكاتب المسرحي محمد صابر الوسلاتي ضيفًا على برنامج «حكاية منّا» على إذاعة موزاييك مساء الجمعة 11 أكتوبر 2025، حيث تحدّث عن مسيرته الفنية، وبداياته في التمثيل والكتابة المسرحية، كما استعرض رؤيته للفن وطموحاته المستقبلية.
من القانون إلى المسرح
استهلّ الوسلاتي حديثه بالتأكيد على أنّه يفضّل أن يُعرّف نفسه كممثل قبل أي شيء آخر، قائلاً: «أنا أفضل أن أُعرّف نفسي كممثل فقط».
وأشار إلى أنّ دخوله مجال الفن جاء بعد تجربة قصيرة في دراسة القانون، إذ قال: «عندما التحقت بدراسة العلوم القانونية، تأكدت أنّ هذا المجال لا يناسبني».
وأوضح أنّ علاقته بالمسرح بدأت صدفةً داخل النادي الثقافي بمقرّ عمله، الذي نظّم أنشطة فنية أسفرت عن بروز عدد من الفنانين، من بينهم الممثل حاتم القروي.
البداية مع توفيق الجبالي… واكتشاف موهبة الكتابة
يروي الوسلاتي أنّ المخرج فؤاد اليتيم كان وراء تشجيعه على دراسة المسرح أكاديميًا، قائلاً: «رآني فؤاد اليتيم وأقنعني بأن أدرس المسرح على أصوله لدى توفيق الجبالي».
ومنذ أول تجربة له في الكتابة مع الجبالي، اكتشف قدرته على صياغة النصوص ومساعدة زملائه، موضحًا: «من أول تجربة لي في الكتابة المسرحية، تمكنت من كتابة نصّي الخاص وساعدت زملائي».
وأضاف أنّ موهبة الكتابة كانت ترافقه منذ طفولته، لكنها لم تجد طريقها إلى الظهور إلا سنة 2011، من خلال أول مسرحية له بعنوان «الحيّ يروّح».
“الديناري”… شخصية صنعت الشهرة
تحدث الوسلاتي عن شخصية “الديناري” التي عرّفته بالجمهور التونسي، مؤكدًا أنه لم يتوقع أن تحظى بهذا القدر من الانتشار: «توقعت أن تكون الشخصية مميزة، لكن لم أتوقع أن تحقق شهرة بهذه السرعة».
وأوضح أنّ ملامح الشخصية استُلهمت من الواقع الاجتماعي المليء بالإشكاليات والفساد، مشيرًا إلى أنه حاول بعد نجاحها أن يستثمر الشهرة في خدمة الفن، لا في الأغراض التجارية: «رفضت بعض العروض، ولم أرغب في أن تكون الشهرة تجارية أو سطحية».
المسرح… معيار الإبداع الحقيقي
أكد الوسلاتي أنه يجد ذاته أكثر على خشبة المسرح، معتبرًا أن هذا المسرح هو المعيار الحقيقي للفنان “المسرح هو التأكيد، إمّا أن تكون ممثلاً حقيقيًا، أو لا تكون».
وكشف عن مشروعه المسرحي الجديد الذي يسعى من خلاله إلى جذب جمهور التلفزيون إلى قاعات المسرح، مضيفًا أنه يحرص على كتابة حواراته بنفسه ليترك بصمته الخاصة “حين أجلس مع المخرج، أطلب أن أكتب حواراتي بنفسي حتى أضع لمستي الشخصية”.
بين الشهرة والتواضع
تحدّث الوسلاتي عن علاقته بالجمهور قائلاً إنّ أكثر ما يسعده هو محبة الناس واحترامهم، مشيرًا إلى أنّه عمل بجدّ لسنوات طويلة قبل أن يصل إلى هذه المكانة.
ورغم الشهرة، فإنه يحرص على الحفاظ على خصوصيته الشخصية، قائلاً “قراري واضح: لن أتحدث عن حياتي الخاصة. فالجمهور ليس بحاجة إلى معرفة كل التفاصيل الشخصية عن الفنان».
حضور رمضاني وأعمال جديدة
كشف الوسلاتي عن مشاركته في سلسلة رمضانية جديدة، إضافة إلى فيلم سينمائي من المنتظر عرضه في **21 أكتوبر الجاري، مؤكّدًا أنّ الشخصية التي يجسّدها مختلفة تمامًا عن شخصية «الديناري».
كما عبّر عن طموحه في العمل على المستوى العربي والدولي، مشيرًا إلى أن ميوله الفنية تميل أكثر إلى الأدوار التراجيدية من الكوميدية.
بين كرة القدم والفن
بروح من الدعابة، استعاد الوسلاتي حادثة طريفة عاشها في أحد الملاعب، قائلاً “كنت في المدرجات، وما إن دخلت إلى أرضية الميدان حتى بدأ الجمهور يهتف ديناري! ديناري!”.
اختتم الوسلاتي حديثه قائلاً “تعلمت أن الإنسان يجب أن يبقى كما هو، وألا تغيّره الشهرة أو المال، لأن من يفقد نفسه يفقد كل شيء”.
صلاح الدين كريمي



