دراما وفنون

المخرجة السعودية شهد أمين: “هجرة” رسالة إنسانية تكشف حكايات النساء

حققت المخرجة السعودية شهد أمين إنجازًا جديدًا بفيلمها “هجرة” الذي يروي قصص المهاجرين الذين استقروا في السعودية بعد أداء فريضة الحج، ويسلط الضوء على تجارب النساء في سياق إنساني يفيض بالعاطفة والبحث عن الذات.

الفيلم، الذي ينتمي إلى فئة أفلام الطريق، تم تصويره خلال 55 يومًا في 8 مدن سعودية، وسط تنوع بصري وثقافي يعكس طبيعة المملكة الغنية، ومن المقرر طرحه قريبًا في صالات السينما، وحصد مؤخرًا جائزة NETPAC لأفضل فيلم آسيوي في الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في إنجاز جديد للسينما السعودية الصاعدة.

رحلة عبر مدن السعودية

تقول المخرجة شهد أمين في حديثها لـ”العربية.نت”: حرصت مع المنتج محمد دراجي على تصوير الفيلم في المواقع الحقيقية داخل المملكة، فخلفية الفيلم مرتبطة بالحج، وكان من المهم بالنسبة لي إبراز تنوّع الثقافات والجنسيات التي تعيش في السعودية وتأثيرها في الحياة اليومية.

وأضافت أن الطبيعة السعودية لعبت دورًا محوريًا في بناء الفيلم بصريًا، حيث تعكس المشاهد «البيئة النفسية للشخصيات وما تمرّ به من تحولات داخلية»، مشيرة إلى أن كل موقع في الفيلم كان بمثابة “شخصية” بحد ذاته.

نساء من أجيال مختلفة

تتناول قصة «هجرة» حياة ثلاث نساء من أجيال مختلفة في السعودية، تربطهن رحلة مليئة بالتجارب والأسئلة حول الحرية، والهوية، والذات.

وتقول شهد: أردت من خلال الفيلم أن أقدّم صورة واقعية عن النساء كما هن، دون أحكام أو قوالب مسبقة، فالرسالة الأساسية هي أن النساء متساويات في إنسانيتهن، ولكل واحدة طريقتها في فهم الحياة.

وتوضح أن التنوع الثقافي المرتبط بالحج كان خلفية مثالية لتقاطع هذه الشخصيات الثلاث، حيث يلتقين في رحلة بحث عن التصالح مع الذات.

تحديات التصوير ومشهد الميقات

رغم الصعوبات، تؤكد المخرجة أنها “استمتعت بكل لحظة من التصوير”، مشيدة بفريق العمل الذي وصفته بـ”المحترف والشغوف”، وتضيف: من أكثر المشاهد صعوبة كان مشهد الميقات، بسبب العدد الكبير من الكومبارس وصعوبة تنظيمهم، إضافة إلى ضيق الوقت خلال شهر رمضان والتصوير في مواقع نائية.

كشفت شهد أمين أن “هجرة” هو أول فيلم طويل تُصوّره بالكامل داخل السعودية، مضيفة: شعرت بالمسؤولية لتقديم صورة جميلة وصادقة عن مناطق المملكة. كانت فرصة لاكتشاف تنوّعها الجغرافي والثقافي، وأعتبر الفيلم رسالة حب للسعودية وكل من يعيش فيها.

فخر المشاركة في فينيسيا

وعن عرض الفيلم في مهرجان فينيسيا، عبّرت شهد عن سعادتها قائلة: كان شرفًا كبيرًا لي وللسينما السعودية أن أكون جزءًا من هذا المهرجان العريق. التفاعل من النقاد والجمهور كان رائعًا، وشعرت بالفخر لما حققه الفيلم من أصداء إيجابية.

تُعد تجربة شهد أمين مع فيلم «حورية وعين» محطة مفصلية في مسيرتها، إذ كان أول عمل يحصل على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وتم عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي كأول فيلم سعودي يُعرض هناك، قبل أن تنطلق بعدها لتقديم فيلمها الطويل «سيدة البحر» الذي لاقى نجاحًا واسعًا.

لغة بصرية خاصة

وعن فلسفتها الإخراجية تقول شهد: ما يشدّني في السينما هو خلق لغة بصرية جديدة قادرة على إيصال الفكرة بأقل عدد من الحوارات. أحب بناء مشاهد رمزية تترك للمشاهد مساحة لاكتشاف المعنى بنفسه بعيدًا عن المباشرة، وترى أن الجوائز تمثل حافزًا مهمًا لصناع الأفلام، إذ تمنحهم ثقة إضافية وفرصًا أكبر للحصول على الدعم المادي والمعنوي لمشاريعهم المستقبلية.

تختم المخرجة حديثها قائلة: السعودية أرض غنية بالقصص التي لم تُروَ بعد. لدينا إرث إنساني وثقافي ضخم يستحق أن يُنقل إلى الشاشة. أطمح لتقديم مزيد من الأفلام التي تعكس هوية المكان وإنسانيته، وتُقدَّم للعالم برؤية سعودية أصيلة.

قصة الفيلم

تبدأ رحلة «هجرة» من مدينة الطائف، مرورًا بـمكة المكرمة حيث تختفي الفتاة “سارة”، لتنطلق الجدة والطفلة “جنى” في رحلة بحث مؤثرة تمتد عبر صحراء المملكة حتى جبال تبوك الثلجية، في سرد بصريّ يمزج بين جمال الطبيعة وقوة المشاعر الإنسانية.

نادية الفواز alarabiya

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!