شاهين النجار: مسرح الطفل الأقرب إلى قلبي
يشارك في مهرجان باك ستيج قروب المسرحي بدورته الثانية

أكد الفنان شاهين النجار أنه لا يستعجل الأمور، بل يتريث في خطواته الفنية، لتكون مدروسة، ومشبَّعة فنياً وشخصياً، حتى تعمل هذه المشاركات على إبراز إمكاناته على الوجه السليم.
كشف الفنان والمؤلف شاهين النجار أنه سيشارك في مهرجان باك ستيج قروب المسرحي بدورته الثانية، وللسنة الثانية على التوالي، بعد مشاركته فيه من خلال مسرحية «لما التقينا» العام الماضي، والتي نالت نصيب الأسد من النجاح والجوائز.
وتابع: «أطمح هذه السنة إلى تحقيق نجاحٍ مشابه وفكرٍ مختلف، من خلال ثلاثة أعمال مسرحية، هي: مسرحية (لو) للمخرج إسماعيل كمال، وأظهر فيها بدور ثانوي فقط، والثانية (ظل الجليب) للمخرج سلطان محمد، ودوري فيها كمؤلف فقط، والثالثة (من دون قصد) للمخرج أحمد الرشيدي، وسأظهر فيها كممثل بمساحة أكبر، كما كان لي دور في إعداد النص نفسه».
وحول مسرحية «ظل الجليب»، ذكر النجار أنه عمل مسرحي يستحضر ذاكرة المكان والإنسان في زمنٍ كانت الأصوات تُدفن قبل أن تُسمع، ويترجم قراءة رمزية لفكرة الظلم والنجاة، والخطيئة التي لا تموت بالصمت، عبر حكاية امرأة تُدعى نورة تتقاطع فيها الأجيال والظلال، لتروي سراً من أسرارها، التي أصرَّ الجليب على أن يُروى، لافتاً إلى أنه «من خلال الجليب نتكشف ظل الألم والقمع، والحُب العذري المُجرَّم، والطهارة التي تُدنَّس، في صراعٍ أزلي بين المرأة والمجتمع الذكوري الذي جعلها مطمعه الأول».
وأكد أنه حرص منذ بداية كتابة النص على أن تحمل المسرحية وجهين للمتفرِّج، بحيث يمكنه مشاهدتها كعملٍ اجتماعي يتناول قضايا الظلم والتقاليد، أو أن يترجم أحداث وشخوص المسرحية كرمزٍ سياسي يُحاكي واقع الاحتلال والغزو، وما خلَّفاه في الوعي العربي، مُعلقاً: «لذا، جاء (ظل الجليب) بطابعٍ تراثي تغريبي متقاطع، لأن كلا المنظورين، الاجتماعي، والسياسي، هما ميراث واحد حملته الأجيال في فكرها وحياتها منذ الأزل لسببٍ ما».
وعما إذا كان يفكر في الاتجاه إلى المسرح الجماهيري والتوسع في مشاركاته بالمهرجانات، قال: «بالتأكيد، أطمح للتوجه إلى المسرح الجماهيري، سواء كمؤلف أو كممثل.
فالمسرح الجماهيري هو بوابة لا تُوصد، وكل فنان يطمح للوصول من خلاله إلى أكبر شريحة في المجتمع، وهو ما يُتيحه هذا النوع من المسرح بوضوح.
ومع ذلك، أحاول أن أتريث في هذه الخطوة لتكون مدروسة، ومشبَّعة لي فنياً وشخصياً، ومبرزة لإمكانياتي كفنان، وتُرضيني بشكلٍ أو بآخر.
وأتمنى أن تكون انطلاقتي فيه من خلال مسرح الطفل، لأنه الأقرب إلى قلبي، والأصدق في تواصله مع المتلقي».
وأكد النجار أن المسرح بالنسبة له كمؤلف «مكاني الصادق الذي لم يكذب يوماً نداء طموحي وأفكاري، ومساحتي التي أعيش فيها الحياة أكثر من مرة، بعوالم مختلفة وشخوصٍ لا تنتهي. أما كممثل، فهو شغفي الذي لا يهدأ، والبيئة الفنية الحاضنة المُحبَّبة لي بالدرجة الأولى».
فضة المعيلي – الجريدة



